البنك اللاربوي في الاسلام


أرى من الضروري للبنك اللاربوي أن يتمتع برأسمال أضخم نسبيا من رؤوس الأموال التي تكون البنوك الربوية عادة، وذلك لأن رأسمال البنك هو الذي قوم بصورة رئيسية بتحمل أعباء الخسائر التي يمني بها ويسنده في مواجهتها وتلافيها تدريجيا دون ان ينعكس ذلك على المودعين والعملاء، وبهذا يبقى البنك محتفظا بثقة الجميع ويواصل عمله وفتح بابه لكل مودع وعميل... وهذا الارتباط الوثيق بين الخسائر المحتملة ورأسمال البنك هو السبب فيما تتخذه الحكومات عادة من وضع حدود قانونية للنسبة بين القرض المدفوع لشخص واحد ورأس المال الممتلك،وحدود قانونية لنسبة رأس المال إلى مجموع الودائع التي يتسلمها البنك.
وما دام رأس المال يقوم بهذا الدور ويؤدي هذا الغرض فكل ما كانت مسؤوليات البنك الضخمة وطبيعة عمليه اكثر تعرضا لحالات الخسارة يصبح من الطبيعي أن يزاد في رأس المال ليكون وقاية وسندا في مثل هذه الحالات.
والبنك اللاربوي بحكم تحمله تبعات الخسارة وضمانه قيمة الودائع كاملة للمودعين يجب أن يدخل في حسابه الاحتمالات الناجمة عن ذلك ويحصن وقفه عن طريق زيادة رأس المال، ولكن زيادة رأس المال لها حد يفرضه غرض الربح الذي يتوخاه البنك في اعماله، لان رأس المال قد يزيد إلى درجة يصبح من

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   فهرست المؤلفات